في عالم اليوم الذي يحقق للكثير السعة والقدرة على التواصل والرفاهية لا يخلوا أيضا من المشاكل العويصة اللي ممكن تعيق تقدمك رغم كل الحسنات الموجودة ، ضمن هذه المعيقات والمشاكل هي توفر الشيء بطريقة غير معتادة ، فلم يكن الأنسان أو البشر عموما مؤهلين لهذا الحجم من الخيارات التي وصلت الى حد التشتت والتوهان الحقيقي ، في كل شيء تقريبا ، لو تلاحظ ستجد وفرة عظيمة غير مسبوقة وهذه نعمة والحمدالله ، لكنها سلاح ذو حدين في حالات أخرى أيضا ، من أجل ذلك ، اليوم حاب أسلط الضوء على هالنقطة كونها تصب في نطاق تركيزنا وعملنا هنا وهي متى تصبح هذه الوفرة مزعجة أو ضارة أو في أحيان أخرى كما نسميها مستنقع للتدمير الذاتي والسلوكيات الغير الواعية!؟ في الحقيقة ، هناك حالات كثيرة يجب أن تتجنب الوقوع فيها حتى لا تصبح هذه الخيارات والوفرة الحياتية من حولك لعنة عليك وشر يقودك للضرر النفسي والحياتي بشكل عام، وهذه الحالات هي مجموعة من الأعراض لو توفرت فيك فيجب عليك فورا وضعها أولوية للخلاص منها بأي طريقة ولو أن توقف ما تقوم به بشكل مؤقت وتطلب الدعم والمساعدة لتجاوز هذه الأعراض وجذورها الخفية عنك في لحظتها. العرض الأول بفتح الراء والعين هو : غياب الوضوح، وهذه مسألة يعرفها الكثير عني في النقاشات والبرامج أو البودكاست لأني لا أمل ولا أكل في تكرارها على مسامعك ليل نهار لأهميتها وليقيني أن معظم الناس لا يفقهون شيء حول هذا الوضوح سوى الكلمة نفسها للاسف! وليقيني بأن غياب الوضوح هو مطب من المطبات الكبيرة اللي تأخذك لمستنقع الأوهام وضياع الأوقات والعيش في حالة نفسية غير متزنة مع الوقت ، وأنا أوقولها دائما في الجلسات والاستشارات : اسحب الوضوح من حياتك وأنتظر المصائب والاضطرابات والفقر والصدام مع كل شيء حولك بدء من نفسك! ، لهذه الدرجة؟ نعم للأسف وأكثر يا عزيزي/تي تخيَل معي أن أجعلك في حالة لا تعرف ماذا تريد أو مالذي يجب أن تقوم فيه بعد ساعة!؟ أو سأجعلك تنهض من نومك الأن دون فهم مالذي تحتاج عمله بعد ذلك؟! مخيف صح! لا يختلف عن شخص فاقد القدرة الذهنية أو مصاب بمرض الازهايمر أو توجد لديه علة عقلية تجعله غير قادر على التفكير بطريقة سوية، هل تعتقد أن الناس بعيدين عن هذا المستوى؟! لا أبدا ، بل هم أقرب من ذلك ، لكن بشياكة فقط!! وهذا فعلا دون مبالغة، أنا جلست مع كثير من الناس من جميع الفئات في مجتمعي وخارجه، سؤال بسيط مني حول هذه المسألة أجعله يتأتأ ويقلب أفكاره وعيونه تأخذ مقاسات السقف لأول مرة! صحيح الفكرة مضحكة وتبدو سخيفة لكن فعلا هذا اللي يصير لما نجلس ونتكلم! طيب وين مشكلة غياب الوضوح في حالة الوفرة وتعدد الخيارات ؟! مثل ما لاحظت في سردي السابق ، تخيَل مع غياب الوضوح تظهر لك مجموعة مغريات وخيارات أنت لا تعلم هل هي مناسبة لك أو لا، وتقوم بشكل لا إرادي وبعفوية للهروب من فخ غياب الوضوح ، لأن البشر لا يحبون عدم الوضوح وسيقومون باي شيء للخروج من هذا المأزق الذهني والعملي، فجأة تجد نفسك محاط بخيارات متعددة ، فقط خذها وأنت مغمض، وهذه بداية الأزمات والدراما.. لأن غياب الوضوح والانزلاق مع الخيارات حولك حتى لو كانت جيدة وعظيمة لكنها ستكون بالنسبة لك مشتت أخر يحجب عنك الوضوح غالبا.. هنا قد تبادر لذهنك سؤال : طيب قد تكون هذه فرصة لتجريب بعض الأمور ولخلق مساحة للوضوح؟ نعم ، كلامك صحيح ، لكن هذا غير مضمون الا في حالات ضيقة مع مراعاة وعي الفرد نفسه وخبرته السابقة في فهم جوانب كثيرة من نفسه، وهذا لا يحصل مع الأغلبية للاسف، لذلك هي مخاطرة صامتة. طيب وش الحل؟ أمتنع عن العيش في هذه الخيارات أو عزل نفسي؟ الحل أبسط من كل ذلك : اصنع وضوح في وسط هذه النعم والخيارات حتى لا تتحول لمشتتات وسلاح يُستخدم ضدك. فقط بهذه البساطة. طيب كيف أصنع وضوح؟! هذا سؤال مليوني عظيم، فصناعة الوضوح مرحلية وتختلف حسب حالتك ومكانك، لكن على الأقل الأن لو كنت تعاني من هذه المشكلة ، توقف قليلا ، أسال نفسك : هل أنا في وضع يخدمني في معظم الجوانب؟ هل الأمور واضحة لي ؟ هل هناك تحسن حياتي ورضى داخي يترافق معه؟ القاك في بريد اخر ورسالة نكمل فيها الأعراض والتشخيصات للوقاية من تشتت الخيارات.

عمرو العلوي

تعدد الخيارات ضرر كبير في هذه الحالة!

من مقومات الوعي إدارة المشاعر بطريقة فعالة ، لأن الشعور اذا لم يتم التعامل معه بطريقة واضحة وداعمة يتحول الى افتراض أو التزام لاوعي يخلق معه الكثير من الأنماط الدفاعية المزعجة في طريق التعافي والنمو ، وهنا ادراة المشاعر لا نقصد فيها الإرادة الحرة والضغط ، على العكس ، الإدارة تقوم على مبادئ واسس مهمة من ضمنها التعامل الواعي والمواجهة المستمرة للشعور من اجل تحديد جذوره أو روابط الفكرية لعلاجها أو حسمها وملاحظة الخطوات العملية اللازمة ، خصوصا لما نتعرض لصدمة نفسية وتبقى معنى فترات عمرية طويلة ترهق أنفسنا وتعيق تواصلنا مع أنفسنا والأخرين&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp;&nbsp; ومن ضمن هذه الخطوات المعينة في إدارة الشعور ، خطوة الخلوة الذاتية ، وهنا تعني القدرة على الجلوس مع نفسك بشكل مستمر للتقيم والمراجعة دون الاجترار والانغماس الشعوري، لأن هناك فرق بين مراقبتك للشعور والسماح له ثم محاولة فهم التأثيرات التي صنعت وخلقت هذه المشاعر المتكررة وبين اجترارك مع نفسك في الماضي وعيش الشعور بطريقة مضرة.. ولكن جلوسك الفعال يفتح الباب لكثير أمور تخدمك نفسيا وشخصيا أولا، القدرة على الجلوس يعني ذلك قدرتك على منع المشتتات حولك من خلال التركيز الفعال مع جسمك وأفكارك ومشاعرك،&nbsp; ملاحظة سريعة : البعض قد لا يستطيع القيام بهذه الجلسة لو كان يعاني من اكتئاب حاد أو اضطرابات ، لكن جرب وفي حال وجدت صعوبة اطلب مساعدة مختصة لتحسين الوضع ,, ثانيا، الجلوس مع الذات ، تدريب قوي لتعلم المواجهة وتقييم الحالة الداخلية ، معظم البشر لا يختلي مع نفسه الا للدراما والألم فقط ومع وجود مشتتات كثيرة&nbsp; اليوم أصبح الوضع أصعب بكثير ، ويكاد يكون شبه معدوم أن تجد شخص يمارس طقوس الاختلاء من أجل الامتلاء :) ثالثا، التطور والتعافي، وهذه من أهم العوامل المؤثرة ، وهي قدرتك على التطور النفسي والقدرة على التعافي بشكل سريع وفعال بمجرد الانتظام في هذه الجلسات والخلوات، لأنها تعزز مفهوم الوعي الذاتي وصناعة الوضوح وتصفية الافكار من تلك الشوائب والاحكام والافتراضات الخاطئة .. لن تفهم حتى تجرب بشكل دوري ، مثل الصلاة ، جلسات شبه يومية لدقائق ، ليس بالضرورة أن يكون جلوسك بالساعات، ممكن تعملها في فترات محددة لكن معظم الحال هي جلسة لدقائق تقوم بعزل نفسك عن المشتتات ، تقييم شعورك وافكارك ، مراجعة نواياك ومخططاتك، تهذيب طريقتك في المنظر لعمق الامور، زيادة ابداعك بمجرد التركيز للحظات في الداخل.. البعض يمارس الكتابة ، المشي ، التأمل مع هذه الجلسات الخفيفة ، ولها أثر عظيم جدا مع الوقت

فوائد التعامل مع المشاعر بشكل فعال من حيث التعافي وبناء الثقة الداخلية و صناعة الوضوح

إدارة المشاعر

البوابة الروحية مدخل قوي لاعادة التركيز الذي فقدناه مع كثرة المشتتات والانخفاضات التي نمر بها وهذه تلعب دور في إنخفاض الثقة والايمان الذاتي وهذا من شأنه فصل الشخص عن الاتصال الأهم الذي يغذي روحه ويقوي علاقته بنفسه وبخالقه.. مسألة الإتصال الروحي مسألة حاسمة وهي واحدة من معينات التعافي والنمو في الحياة ، وتعد مصدر شحن وتقوية لا يضاهيه شيء على الأرض، ولهذا كانت جلسة البوابة الروحية واحدة من المحطات الضرورية في حياتك اليومية لتتأكد من وجود هذا الاتصال بشكل جيد ليخدمك في رحلتك الخاصة ( هذه الجلسة موجودة في مادة إستعادة القوة الداخلية، لو كنت مشترك فيها لا داعي لأخذ الجلسة بشكل منفرد)

جلسة عميقة لإعادة الاتصال بالمصدر ، تساهم هذه الجلسة في إعادة الاتصال والشحن من خلال ثلاث مشاعر قوية على الأرض، وجود هذه المشاعر بشكل كافي يحقق إتصال ذو جودة عالية تنعكس على مجريات الأحداث في الحياة!

جلسة البوابة الروحية

من خلال 8 مسارات عملية تساهم وتعزز بناء الوضوح الداخلي والعملي في حياتك ، هذه المسارات أساسية للعيش بطريقة أكثر توازن وتعافي في الحياة ، معظم الناس لا يحقق 3 منها مجتمعة، الكثير يفقد المعنى أو يضيع في المتعة أو ينشغل في الطوارئ ، الحياة شمولية لا غنى عن الاحاطة بما يحقق لك التوازن والنمو والمتعة.. دليل التهيئة الذاتية يتكون من سبع مسارات في كل مسار تطبيقات عملية ، يجب أن تقوم بها ولا تقف عند هذا الحد فقط بل عليك الإستمرار في التوسع في فهم كل مسار حسب مرحلتك واحتياجك، فقد تكتشف بعد فترة الحاجة للعودة لهذا المسار أو مجموعة مسارات للعمل عليها بشكل مختلف حسب المتغيرات عندك وحجم التطور في حالتك النفسية والروحية والحياتية. المسارات : 1- الوعي 2- الهرم الداخلي 3- النية 4-الخطة 5- التركيز 6- الشغف 7-البحث والتجربة 8- الشمولية ( التناضح)

كتاب عملي يتكون من 8 مسارات مهمة ، في كل مسار مجموعة من التطبيقات العملية التي يجب أن تقوم بها للوصول للهدف في كل مسار.

التهيئة الذاتية

جلسة تأمل الجذور واحدة من الجلسات المهمة لاعادة تثبت الشعور في حالة المخاوف والتشتت الداخلي ، في جلسة تأمل الجذور نستهدف إعادة التركيز والثبات النفسي في حال المرور بمنعطفات شعورية أو ذهنية خلال اليوم ، تأمل الجذور يعتبر مهم جدا لو كنت تمر بضغوط يومية أو مشتتات كثيرة هذا التأمل مناسب لك في حال : 1- التشتت 2- القلق 3- التفكير الزائد 4- قلة الوضوح 5- الرغبة في الشعور بالثبات

عن المدرب