عوامل الاستحقاق
نتكلم دائما عن الاستحقاق في الحياة باشكال مختلفة حتى لو لم نذكر الكلمة نفسها ، فكل شيء نقوم به من صناعة وعي وتشافي هو أن نكون أكثر استحقاق وسعة في هذه الحياة وهذا يتطلب منا العمل والتركيز الداخلي وكذلك الخارجي ، وفي هذه المقالة راح نستعرض مفهوم أكثر أهمية في صناعة الاستحقاق في عالمك وراح يساعدك كثيرا في كيفية صناعة وتحقيق هذه العوامل بشكل متكرر بانذ الله ، جهز قهوتك أو مشروبك المفضل واستعد ..
عوامل الاستحقاق؟
نستذكر معنى الاستحقاق ونعرفه للتأكيد قبل الخوض في العوامل اللي تساهم في تحقيقه ، وتعريف الاستحقاق متعدد لكن المبدا واحد هو الشعور بالقيمة فقط ، ويمكن أن تستنبط من هذا التعريف الكثير من الاشكال والمعاني، لكن في العمق هو شعورك بالقيمة تجاه نفسك، رغباتك، علاقتك مع الله ، الحياة ، الأخرين ، مع أهدافك.. ولو تلاحظ ستجد بأن الكثير يشعر بالقيمة والكثير يشعر بعدم القيمة وكذلك الكثير يتطرف في شعور القيمة ، وهذه فئات مهمة لابد أن تحدد مكانك بالضبط منها بحيث تحدد فيما بعد الاجراء اللازم لتحقيق هذا الاستحقاق أو إعادة التوازن..
لذلك، حدد بالضبط موقعك من خريطة الاستحقاق من حيث الشعور أولا ، ثم نقرر من خلال هذه المقالة عوامل الاستحقاق المهمة بالنسبة لك ، لذلك راح أناقش اليوم عوامل الاستحقاق من منظور ثلاث فئات :
الفئة الأولى : التي تشعر بالقيمة ، ماهو شعور القيمة مرة أخرى؟ هو شعوري بأني كافي، ممتلئ، أستحق الخير.
الفئة الثانية :التي تشعر بنقص القيمة أو شعور بالدونية؟ غالبا لأسباب نفسية ومجتمعية أو اضطرابات
الفئة الثالثة : التي تشعر بمبالغة في شعور القيمة وتظن أنه استحقاق صحي؟ وهذه الفئة مثلها مثل الثانية لكن بشكل معكوس!
اذا، هذه الفئات الثلاث اللي راح نذكر عوامل الاستحقاق اللي لازم تهتم لها كل فئة و تعمل على تحقيقها للوصول للاستحقاق االداخلي المتزن والذي يقود مع الوقت الى نتائج مختلفة وحالة من النعيم والتوازن في جوانب الحياة ( تشافي، ازدهار, وعي وتطور)
الفئة الأولى:
التي تشعر بشعور جيد ، بالقيمة والقدرة والكفاية. هذه الفئة أفضل فئة وأكثرهم توازن لكنها الاكثر عمل وانضباط، صحيح هنا أنت أكثر قدرة على صناعة واقعك بطرق أكثر سهولة أنك تقوم بما يلزم دون وجود اعتراضات داخلية ولكن ..........
التحدي هنا هو صناعة التركيز بشكل مستمر ، وهذا العامل في صناعة الاستحقاق لهذه الفئة هو الفيصل في تحديد ونمو حالة الفرد مع الوقت ، لان صناعة التركيز يعني القدرة على خلق انتباه عالي تجاه الاولويات المهمة في المرحلة الشخصية والعمل على القيام بما يلزم للنمو وتحقيق النوايا والأهداف.
صناعة التركيز : أهم عامل لهذه الفئة لأن التحدي للنمو هو التركيز ، فلو كنت تشعر بالقيمة فهذا يعني وعيك وحضورك الذي يتطلب من التركيز لتحديد أهداف ، خلق سعي منضبط ، ايمان عميق وذبذبات عالية ، وهذا كله لن يتحقق بدون تركيز ، فمثلا لو كنت شخص تشعر بالقيمة لكنك دون تركيز أو حولك مشتتات كثثيرة كما يحصل مع كثير من أصحاب هذه الفئة ! وبعدها يبدا يشك في استحقاقه أو يمشي وراء مفاهيم مغلوطة في التنمية الذاتية واللي ترمي العبء لعدم وجود نتائج في حياتك هو غياب الاستحقاق وهنا يبدا التشخيص الخاطئ وتضييع الاوقات في التركيز في نقطة خاطئة ، بينما الصحيح ، أن نفهم مايحدث ثم نحدد التشخيص والعلاج المناسب ، وهذا تحدي صعب صعب لهذه الفئة ، في القدرة في صناعة التركيز ، لأنها مهارة صعبة اليوم في ظل وجود المشتتات والملهيات الكثيرة حولنا، فلو كنت شخص تشعر بالقيمة وصورتك الذهنية في أفضل شكل ممكن ولكن تواجه مشكلة في تحقيق أهداف، بطء في تطورك، راج تركيزك فقط وستجد أنه يحتاج العمل والتطوير. تذكر : التركيز مهارة تصنع الحياة وهي مهارة تزداد صعوبة مع الوقت بسبب كثرة المشتتات وزحام الافكار والمشاعر والخيارات حولنا!
في البوابة الداخلية ( مادة كاملة في صناعة التركيز وكيف تحقيق تركيز يخدم تطلعاتك وأهدافك حسب مرحلتك الحالية )
الفئة الثانية :
التي تشعر بقلة قيمة أو دونية لأسباب كثيرة لا حصر لها وماراح أتكلم عنها اليوم ، وذكرت الكثير منها في مقالات القناة أو على حسابي في توتير، المهم في هذه الفئة أنها تشعر بعار أو رفض أو عدم قبول لاسباب طفولة أو صدمات نفسية من تحرش أو اعتداءات أو اهمال عاطفي وعدم تغذية للاحتياجات العاطفية في الطفولة أو حالات التنمر والتهميش أدت في النهاية الى مشاعر متراكمة وضغط داخلي يشعر الفرد بأنه غير محبوب أو كافي أو فيه نقص وعيب وهذا يبدأ في الاضرار بنفسيته وثقته بنفسه وينعكس على أدواره في الحياة أو تعاملاته مع الاخرين وطريقة نظرته للحياة وسعيه لتحقيق شيء في حياته الخاصة.
عامل الاستحقاق في هذه الفئة وهو أهم عامل لو استطاع الفرد هنا تحقيقه راح يساهم في تحسن وضعه خلال فترات بسيطة ، وهو التصالح مع الذات وتعلم المهارات النفسية اللازمة من صناعة صورة ذهنية ، بناء ثقة .
التصالح مع الذات تكلمت فيه في كورس استعادة القوة الداخلية وهو أهم محاور المادة في استعادة القوة اللي فقدناها وخلقت لنا مشاعر بالقلة والنقص، عامل الاستحقاق هذا مهم جدا وراح يفرق معك شخصيا لو كنت في هذه الفئة ، لكنه يحتاج صبر، استمرارية ، لأن البعض حافظ مش فاهم، خصوصا لما يمارس التكنيكات الداخلية ظنا منه بأن مفعولها سريع وفي يوم وليلة وهذا خطا في الفهم وعقلية كسولة جدا أو عندهم شعور في العمق بأن الامور لن تعمل أبدا وهذا الاعتقاد الخفي موجود بشكل صامت عند هذه الفئة
دورك هنا بناء ثقة بنيك وبين نفسك من خلال التصالح الداخلي ، كيف أتصالح مع ذاتي ؟ أبسط شكل ممكن هو تقبل نفسك وعيوبها كما هي وأخطائها وهذا لن يحصل دون ممارسة يومية خصوصا لو كنت تعاني من مشاعر تأنيب ، مخاوف ، قصص قديمة، اعطي نفسك الوقت في تقبل نفسك من خلال العمل اليومي وسؤال نفسك : كيف أعامل نفسي باحترام وحب بابسط شكل ممكن اليوم ؟
استخدم نموذج( 60 GBS) في البوابة الداخلية واختصاره : 60 يوم من ممارسة التقبل الذاتي ، الاهتمام ب الامور الجيدة فيك ، تقبل الامور السيئة ، القيام بما يجلب التقدير لذاتك
الفئة الثالثة :
التي تشعر بتضخم الايجو ، التكبر أو الشعور بأن الكون لا يسعهم ، الاستحقاقية الزائفة ، وهذه الفئة لم تكن متواجدة في السابق الا على شكل أفراد ، اليوم نراها ك ظاهرة في جيل الاطفال وجيل زد كما يطلق عليه، وعيب هذه الفئة هي كثرة الخيارات المتاحة لها في مراحل حياتهم المبكرة ، عيب هذا أن يخلق ايحاء بأن الامور متاحة لي ويجب أن تكون من حقي ، وهذا خلط بين ما هو ضمن حقوقي وما يجب أن أسعى له باجتهاد وعمل ليكون لي ، وهذا هو الخلط الحاصل
عامل الاستحقاق الحقيقي لهذه الفئة ، هو الوعي وبناء القيم الجيدة مثل العطاء والمشاركة وهذا أمر يحتاج لبيئة حاضنة ، خصوصا لو كانت أعمارهم أقل من 21 على الاقل في مجتمعاتنا العربية ، وهذا أمر مهم لأن الفئة هذه تفتقد للتوازن في بناء العلاقات الصحية والاسرية وكذلك تتميل الى بناء صفات نرجسية مؤذية لنفس وللاخر..
اذا هذه عوامل الاستحقاق باختلاف كل فئة ومرحلة ، طبعا هناك تفاصيل أكثر راح نتطرق لها في نقاشاتنا القادمة سواء على البودكاست أو القناة
أخيرا ، أكاديمية البوابة الداخلية ستنطلق خلال شهر نوفمبر باذن الله ، تقريبا في 25 من الشهر ، وفي فترة الاطلاق اللي راح تكون تقريبا أسبوع ، راح نستعرض قبلها تفاصيل البوابة وخطوات الانضمام لهذا المسار الجديد باذن الله
التعليقات
لا يوجد أي تعليقات لعرضها.
تسجيل الدخولمقالات أخرى
تعدد الخيارات ضرر كبير في هذه الحالة!
في عالم اليوم الذي يحقق للكثير السعة والقدرة على التواصل والرفاهية لا يخلوا أيضا من المشاكل العويصة اللي ممكن تعيق تقدمك رغم كل الحسنات الموجودة ، ضمن هذه المعيقات والمشاكل هي توفر الشيء بطريقة غير مع
22/07/2024إدارة المشاعر
من مقومات الوعي إدارة المشاعر بطريقة فعالة ، لأن الشعور اذا لم يتم التعامل معه بطريقة واضحة وداعمة يتحول الى افتراض أو التزام لاوعي يخلق معه الكثير من الأنماط الدفاعية المزعجة في طريق التعافي والنمو ،
18/07/2024