تعدد الخيارات ضرر كبير في هذه الحالة!
في عالم اليوم الذي يحقق للكثير السعة والقدرة على التواصل والرفاهية لا يخلوا أيضا من المشاكل العويصة اللي ممكن تعيق تقدمك رغم كل الحسنات الموجودة ، ضمن هذه المعيقات والمشاكل هي توفر الشيء بطريقة غير معتادة ، فلم يكن الأنسان أو البشر عموما مؤهلين لهذا الحجم من الخيارات التي وصلت الى حد التشتت والتوهان الحقيقي ، في كل شيء تقريبا ، لو تلاحظ ستجد وفرة عظيمة غير مسبوقة وهذه نعمة والحمدالله ، لكنها سلاح ذو حدين في حالات أخرى أيضا ، من أجل ذلك ، اليوم حاب أسلط الضوء على هالنقطة كونها تصب في نطاق تركيزنا وعملنا هنا وهي متى تصبح هذه الوفرة مزعجة أو ضارة أو في أحيان أخرى كما نسميها مستنقع للتدمير الذاتي والسلوكيات الغير الواعية!؟
في الحقيقة ، هناك حالات كثيرة يجب أن تتجنب الوقوع فيها حتى لا تصبح هذه الخيارات والوفرة الحياتية من حولك لعنة عليك وشر يقودك للضرر النفسي والحياتي بشكل عام، وهذه الحالات هي مجموعة من الأعراض لو توفرت فيك فيجب عليك فورا وضعها أولوية للخلاص منها بأي طريقة ولو أن توقف ما تقوم به بشكل مؤقت وتطلب الدعم والمساعدة لتجاوز هذه الأعراض وجذورها الخفية عنك في لحظتها.
العرض الأول بفتح الراء والعين هو : غياب الوضوح، وهذه مسألة يعرفها الكثير عني في النقاشات والبرامج أو البودكاست لأني لا أمل ولا أكل في تكرارها على مسامعك ليل نهار لأهميتها وليقيني أن معظم الناس لا يفقهون شيء حول هذا الوضوح سوى الكلمة نفسها للاسف! وليقيني بأن غياب الوضوح هو مطب من المطبات الكبيرة اللي تأخذك لمستنقع الأوهام وضياع الأوقات والعيش في حالة نفسية غير متزنة مع الوقت ، وأنا أوقولها دائما في الجلسات والاستشارات : اسحب الوضوح من حياتك وأنتظر المصائب والاضطرابات والفقر والصدام مع كل شيء حولك بدء من نفسك! ، لهذه الدرجة؟ نعم للأسف وأكثر يا عزيزي/تي
تخيَل معي أن أجعلك في حالة لا تعرف ماذا تريد أو مالذي يجب أن تقوم فيه بعد ساعة!؟ أو سأجعلك تنهض من نومك الأن دون فهم مالذي تحتاج عمله بعد ذلك؟! مخيف صح! لا يختلف عن شخص فاقد القدرة الذهنية أو مصاب بمرض الازهايمر أو توجد لديه علة عقلية تجعله غير قادر على التفكير بطريقة سوية، هل تعتقد أن الناس بعيدين عن هذا المستوى؟! لا أبدا ، بل هم أقرب من ذلك ، لكن بشياكة فقط!! وهذا فعلا دون مبالغة، أنا جلست مع كثير من الناس من جميع الفئات في مجتمعي وخارجه، سؤال بسيط مني حول هذه المسألة أجعله يتأتأ ويقلب أفكاره وعيونه تأخذ مقاسات السقف لأول مرة! صحيح الفكرة مضحكة وتبدو سخيفة لكن فعلا هذا اللي يصير لما نجلس ونتكلم!
طيب وين مشكلة غياب الوضوح في حالة الوفرة وتعدد الخيارات ؟!
مثل ما لاحظت في سردي السابق ، تخيَل مع غياب الوضوح تظهر لك مجموعة مغريات وخيارات أنت لا تعلم هل هي مناسبة لك أو لا، وتقوم بشكل لا إرادي وبعفوية للهروب من فخ غياب الوضوح ، لأن البشر لا يحبون عدم الوضوح وسيقومون باي شيء للخروج من هذا المأزق الذهني والعملي، فجأة تجد نفسك محاط بخيارات متعددة ، فقط خذها وأنت مغمض، وهذه بداية الأزمات والدراما..
لأن غياب الوضوح والانزلاق مع الخيارات حولك حتى لو كانت جيدة وعظيمة لكنها ستكون بالنسبة لك مشتت أخر يحجب عنك الوضوح غالبا.. هنا قد تبادر لذهنك سؤال : طيب قد تكون هذه فرصة لتجريب بعض الأمور ولخلق مساحة للوضوح؟
نعم ، كلامك صحيح ، لكن هذا غير مضمون الا في حالات ضيقة مع مراعاة وعي الفرد نفسه وخبرته السابقة في فهم جوانب كثيرة من نفسه، وهذا لا يحصل مع الأغلبية للاسف، لذلك هي مخاطرة صامتة.
طيب وش الحل؟ أمتنع عن العيش في هذه الخيارات أو عزل نفسي؟
الحل أبسط من كل ذلك : اصنع وضوح في وسط هذه النعم والخيارات حتى لا تتحول لمشتتات وسلاح يُستخدم ضدك. فقط بهذه البساطة.
طيب كيف أصنع وضوح؟!
هذا سؤال مليوني عظيم، فصناعة الوضوح مرحلية وتختلف حسب حالتك ومكانك، لكن على الأقل الأن لو كنت تعاني من هذه المشكلة ، توقف قليلا ، أسال نفسك :
هل أنا في وضع يخدمني في معظم الجوانب؟
هل الأمور واضحة لي ؟
هل هناك تحسن حياتي ورضى داخي يترافق معه؟
القاك في بريد اخر ورسالة نكمل فيها الأعراض والتشخيصات للوقاية من تشتت الخيارات.
التعليقات
لا يوجد أي تعليقات لعرضها.
تسجيل الدخولمقالات أخرى
عوامل الاستحقاق
نتكلم دائما عن الاستحقاق في الحياة باشكال مختلفة حتى لو لم نذكر الكلمة نفسها ، فكل شيء نقوم به من صناعة وعي وتشافي هو أن نكون أكثر استحقاق وسعة في هذه الحياة وهذا يتطلب منا العمل والتركيز الداخلي وكذل
28/09/2024إدارة المشاعر
من مقومات الوعي إدارة المشاعر بطريقة فعالة ، لأن الشعور اذا لم يتم التعامل معه بطريقة واضحة وداعمة يتحول الى افتراض أو التزام لاوعي يخلق معه الكثير من الأنماط الدفاعية المزعجة في طريق التعافي والنمو ،
18/07/2024