إدارة المشاعر
من مقومات الوعي إدارة المشاعر بطريقة فعالة ، لأن الشعور اذا لم يتم التعامل معه بطريقة واضحة وداعمة يتحول الى افتراض أو التزام لاوعي يخلق معه الكثير من الأنماط الدفاعية المزعجة في طريق التعافي والنمو ، وهنا ادراة المشاعر لا نقصد فيها الإرادة الحرة والضغط ، على العكس ، الإدارة تقوم على مبادئ واسس مهمة من ضمنها التعامل الواعي والمواجهة المستمرة للشعور من اجل تحديد جذوره أو روابط الفكرية لعلاجها أو حسمها وملاحظة الخطوات العملية اللازمة ، خصوصا لما نتعرض لصدمة نفسية وتبقى معنى فترات عمرية طويلة ترهق أنفسنا وتعيق تواصلنا مع أنفسنا والأخرين
ومن ضمن هذه الخطوات المعينة في إدارة الشعور ، خطوة الخلوة الذاتية ، وهنا تعني القدرة على الجلوس مع نفسك بشكل مستمر للتقيم والمراجعة دون الاجترار والانغماس الشعوري، لأن هناك فرق بين مراقبتك للشعور والسماح له ثم محاولة فهم التأثيرات التي صنعت وخلقت هذه المشاعر المتكررة وبين اجترارك مع نفسك في الماضي وعيش الشعور بطريقة مضرة.. ولكن جلوسك الفعال يفتح الباب لكثير أمور تخدمك نفسيا وشخصيا
أولا، القدرة على الجلوس يعني ذلك قدرتك على منع المشتتات حولك من خلال التركيز الفعال مع جسمك وأفكارك ومشاعرك، ملاحظة سريعة : البعض قد لا يستطيع القيام بهذه الجلسة لو كان يعاني من اكتئاب حاد أو اضطرابات ، لكن جرب وفي حال وجدت صعوبة اطلب مساعدة مختصة لتحسين الوضع ,,
ثانيا، الجلوس مع الذات ، تدريب قوي لتعلم المواجهة وتقييم الحالة الداخلية ، معظم البشر لا يختلي مع نفسه الا للدراما والألم فقط ومع وجود مشتتات كثيرة اليوم أصبح الوضع أصعب بكثير ، ويكاد يكون شبه معدوم أن تجد شخص يمارس طقوس الاختلاء من أجل الامتلاء :)
ثالثا، التطور والتعافي، وهذه من أهم العوامل المؤثرة ، وهي قدرتك على التطور النفسي والقدرة على التعافي بشكل سريع وفعال بمجرد الانتظام في هذه الجلسات والخلوات، لأنها تعزز مفهوم الوعي الذاتي وصناعة الوضوح وتصفية الافكار من تلك الشوائب والاحكام والافتراضات الخاطئة .. لن تفهم حتى تجرب بشكل دوري ، مثل الصلاة ، جلسات شبه يومية لدقائق ، ليس بالضرورة أن يكون جلوسك بالساعات، ممكن تعملها في فترات محددة لكن معظم الحال هي جلسة لدقائق تقوم بعزل نفسك عن المشتتات ، تقييم شعورك وافكارك ، مراجعة نواياك ومخططاتك، تهذيب طريقتك في المنظر لعمق الامور، زيادة ابداعك بمجرد التركيز للحظات في الداخل..
البعض يمارس الكتابة ، المشي ، التأمل مع هذه الجلسات الخفيفة ، ولها أثر عظيم جدا مع الوقت